أهم المنشورات

الاثنين، 5 مارس 2018

رحلة الغريب ... بقلم عبدالسيد عبدالفتاح حامد

 .
(رحلة الغريب)
.......بقلمي/عبدالسيد عبدالفتاح حامد
يتأهب الغريب للترحال ولو طال مقامه
رحلة الغريب كتاب رسمته المقادير
أو نسي الغريب أن الترحال مصيره
سيمضي حتما كما شاء القدر و المصير
فالحياة درب ونحن عابري سبيل بها
بالقار تصبغنا يومآ ويوم تطلينا بأكسير
ويومآ تلبسنا كالملوك تاج وحلية
ثم تنهال علينا تحطيمآ وتهشيمآ وتكسير
ويوما بالشخابيط ترسم ظلال ملامحنا
ولا ندري من أمرنا فهم ولا تفسير
ويوما تهشنا كأننا بعوض وهي بشر
ويجوز رش البعوض بمبيدآ خطير
فعش حياتك كما شئت كن كالأسود عاليآ
وأن شئت فعش كما تعيش بجبنها الحمير
تخضب بدماءك في ساحات الأسود شرفآ
وذلأ أن تموت كما تموت مقيدة بعقالها البعير
ولا تكن في الحياة كالأبقار والأغنام و الشياه
ان مضى القطيع تمضي وأن طاروا تطير
وطاول بأكتافك النجوم وألمس بيدك السحاب
ولا تكن في الحياة قزما ذليلا مشلولا حقير
فلا تقصر الشجاعة عمرا طال بصاحبه
ولا يطيل الجبن والخوف عمرا قصير
ولا أمان لزمان قد تجمل بعيون صاحبه
يوما يفترش التراب من نام علي الحرير
والراكب ربما يمشي علي قدميه مترجلا
ويمتطي راحلة من كان على قدميه يسير
واذا ما أوردتك الأيام المهالك فأعلم أنه قدر
مرسوم بمقادير من لدن خبير قدير بصير
واعلم ان حضن القبر وضمته ومضجعه
يستوي الملك والغفير والغني والفقير
قد جادلت نفسي وأحكمت الخناق عليها
اطلقت لها العنان فصعبت علي كل يسير
والعمر يمضي والسنين ترحل بصاحبها
والذكري باقية أطول من العمر بكثير
عشقت الدنيا فخذلتني وخدعتني بزخارفها
ومرت بي سنين عمري فجأة كحلم قصير
ونبذتها فظلت تجري من خلفي تصالحني
فكيف ءأمن مكرها وصفاءها قد بات عسير
اذا عانقتها كرهت عناقي واذا نبذتها يوما
هرولت إلي تضمني ضمة موت وتحذير
اليوم اعلو ظهرها وفي النسيان أنا مذكور
فمن سيذكرني اذا صار تحت التراب المصير
.....
عبدالسيد عبدالفتاح حامد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات