.. قصة قصيرة ..
بقلم الأديب / أحمد بيومي ..

في وسط ظلام دامس أجلس وحدي .. تحاصرني الآف الأشباح .. تقيم حفلة زار بلدي .. فأسمع حولي صوت طبول وصراخ هستيري وصاجات .. أشعل بقايا شمعة .. كنت أحتفظ بها لتلك الأوقات .. يغافلني قلمي ويتعاطى حبة زرقاء .. فيغلي الحبر في الأنبوب الأزرق فيصبح أحمر .. وينتصب على السطر يبحث عن أنثى على شكل حرف .. يضاجعها .. عسى أن تجنب أفكار جديدة مجنونة .. أكتبها طوال الليل وحتى طلوع الفجر .. ولكن من أين ..؟ لقد تاهت كل نساء العالم عني .. وتاهت حتى حروف الكلمات عن دربي .. وما بقيت غير العذرية في حرفى .. أصرخ في قلمي خوفاً أو خجلاً .. قول لي بالله عليك ماذا فعلت .. هل أنت جننت ..؟ صاح القلم في وجهي وفي الأشباح .. أئتوني ببخور .. وامرأة من سجّين .. وفراش من نار أزرق وأنصرفوا .. فأنا ملعون من يومي .. فأصرخ فيه أنت الملعون يا قلمي .. أما أنا فلست مثلك ملعون .. فأنا ما كتبت غير عن الحب .. غير عن العشق والعاشقين .. فيرد على القلم بغضب .. إذاً ملعون من أدمن كتابة حرف أحمق .. حرف يحرق .. حرف يقذفه كزجاجة مولوتوف .. ملعون من يطلق لحية ليخدع شعباً ويذبح شاباً .. ويحوّل زوجة إلى أرملة المرحوم .. وطفل أو طفلة تعاني ما يعانيه كل يتيم .. أسمح لي صديقي .. فأنا سوف أتحول الليلة إلى رصاصة في قلب العفريت .. وأقسم أن أقتله أو الاحقه حتى يفيق .. وأترك صرخة على جدار الصمت ..
تمت .. حفلة زار مجنونة .
. قصة قصيرة .. بقلم الأديب / أحمد بيومي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق