سِنِمّار
ستون عاما فوق حد السيف ِ أمشي...
حافيَ القدمين معصوب الجبينْ
بيدي ضفائرك ِ الطويلةُ رحتُ أجْدِلُ....
شعرَها المنسيَّ في الزمن الحزينْ
بدمي رصفتُ لك ِ الطريقَ إلى النجومْ
ونسجتُ مِنْ لحم ِ الضلوع جدارَ رحمك ِكي أراك ِ...
نديَّةَ الخدين بيضاءَ اليمينْ
فتّشتُ في كلِّ المرافىء عن شعاع ٍ...
عن محار ٍ للعيون السود ِ والجيد النحيلْ
عيناك ِ في عينيَّ ميناءان أبحِرُ فيهما...
للحلم ِ للغيم الثقيلْ
وهناك أقبسُ من شموعك ِ...
ومضةً ً في الليل للدرب الطويلْ
إني أتيتك ِ من خلال سحابة ٍ سوداء َ....
في زخِّ المطرْ
وزرعتُ فيك ِ بذور عشقي عندما ضحك القمرْ
وثقبتُ قلبي للجذور لترضعَ الأحلامَ...
مِنْ شفة ِ القمرْ
وبنيتُ قصرك ِ من عظامي حينما اخضرَّ الإهابُ...
وغادرتْ شطيك ِ قطعانُ الذئابْ
وكتبتُ بين عيونك ِ السمراءِ ملحمة َ الإيابْ
وكبرتُ بين يديك ِ...
حتى ابيضَّ هذا القلبُ في عز الشبابْ
هذا أنا
هذا - سنمار – الحزينُ يفرُّ عبرَ الجرح مقطوعَ الإزارْ
مُتوكئا ً فوق الرصيف ِ على جراح ٍ...
تنزفُ الآمالُ منها كلما انزلقتْ...
على أوداجه الصفراءِ سكينُ الحصارْ
فمِنَ المطار ِ إلى المطارْ
تذروه ريح الغربة السوداء للصحراء ِللقصر الخرابْ
لكنه
ما زال يختزنُ الغيومَ ثقيلة تحت المطرْ
والأرضُ حبلى باللهيب ِ وبالجذور ِ وبالشررْ
سِنِمّار ...بقلم / صبحى ياسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق