صائد الفراشات .....
السماء تنذر بمطر قادم ...البرق يضيء السماء الموحشة بوميض يخطف الأبصاريمزق سواد الغيوم يتبعه صوت الرعد مؤيدا ثورة السماء ...أما القمر فقد هرب بعيدا ....الريح شاركت السماء ثورتها العنيفة ...حاولت اقتلاع الأشجار من جذورها ....انحنت كثيرا قاومت لكنها لم تستجب لرغبة الرياح .....
أضواء المدينة باهتة تؤيدها أنوار قادمة من نوافذ البيوت تبعث الطمأنينة في النفوس ...
وحده كان يسير متسكعا في ذاك الزقاق الضيق ...يحمل صندوقه الزجاجي الصغير داخله فراشاته الملونة ...
المطر يقتحم ملابسه البالية بقوة فلا يكترث ... يتسلل المطر من ثقوب حذائه المهترئ يملأ الحذاء بالماء ....يحاول جاهدا المضي في طريقه يجد صعوبة في ذلك .... يقف يلتفت كثيرا ....يضع صندوقه الزجاجي جانبا ....يخلع نعليه ...يفرغ الماء منهما ....يعبر الزقاق بسرعة إلى الشارع الرئيسي ...تبهره الأنوار المنبعثة من واجهات المحلات التي تعلن عن بضاعتها بجرأة كبيرة ...
يتعثر ....يقترب من مطعم في أول الشارع يبتسم له صاحب المطعم ...
- خالد ماذا تريد ؟؟
أطرق مليا ثم كعادته قال بشجاعة : أعطيك فراشتي الزرقاء وأعطني طعاما فأنا جائع ....
يضحك صاحب المطعم يتناول منه الفراشة يتأملها ويعطيه طبقا من الطعام الساخن
تناول الطبق بسرعة ....تربع في زاوية منسية في ذاك المطعم ....بدأ الدفء يتسلل إلى عروقه ...تناول الطعام بشراهة ....أنهى وجبته الدسمة .....
خرج من المطعم مزهوا ....إنهم يحبون فراشاتي الملونة ....تابع سيره ...داعبت رائحة الحلويات أنفه بمهارة لم يستطع مقاومتها ....
تقدم نحو الفرن الذي تنبعث منه رائحة نفاذة ....تابع كيف يلقون الحلويات بمهارة في فتحة الفرن .....تنضج ....تخرج محمرة حلوة .... سال لعابه كثيرا ...ظل يراقبها ...نظر إلى صندوقه الزجاجي .....وضع يده على الفراشة الحمراء ....أخرجها من الصندوق ....تقدم تجاه صاحب الفرن ....ضحك كثيرا ...نظر إليه
- خالد ماذا تريد ؟؟؟
أشار بيده إلى الحلويات مد يده هنا فراشة حمراء خذها وأعطني قطعة حلوى ...
تناولها صاحب الفرن وأطلقها للريح ثم مد يده وناوله قطعة حلوى
خطفها منه التهمها ببطء مستمتعا بحلاوتها وسخونتها ....حاول الاحتفاظ بطعمها لدقائق أطول كان سعيدا ...
فجأة ...نظر إلى صندوقه الزجاجي لقد خسرت فراشتين ....حسنا غدا سأذهب للحقول البعيدة لأصطاد فراشات ملونة ......تسمر في مكانه ....تذكر الأولاد الذين يضايقونه باستمرار ....يركضون وراءه ....يصيحون ....خالد يامجنون
يتحلقون حوله يحاولون خطف الصندوق منه .....يحميه بكل قوته ويسبهم ........
يتخلص منهم حين يتعبون. .....ينزوي بعيدا .....يتأكد من سلامة صندوقه .....يبتسم لفراشاته يصرخ : يافراشاتي هم يتضايقون مني لأني أمهر منهم في صيدك .....يضحك .....يرفع عينيه للسماء .....المطر يخف تدريجيا ......استمر يعدو فوق برك الماء ....تعب .....خلع نعليه .......توسدهما .....أخفى صندوقه الزجاجي داخل ملابسه ......نام وهو يحلم بفراشاته الملونة .......بقلمي
السيدة غدير محمد وليد عبارة .....سورية /حمص
كتبت في مصر - المنيا ٣١ / ٧ / ٢٠١٧ م
السماء تنذر بمطر قادم ...البرق يضيء السماء الموحشة بوميض يخطف الأبصاريمزق سواد الغيوم يتبعه صوت الرعد مؤيدا ثورة السماء ...أما القمر فقد هرب بعيدا ....الريح شاركت السماء ثورتها العنيفة ...حاولت اقتلاع الأشجار من جذورها ....انحنت كثيرا قاومت لكنها لم تستجب لرغبة الرياح .....
أضواء المدينة باهتة تؤيدها أنوار قادمة من نوافذ البيوت تبعث الطمأنينة في النفوس ...
وحده كان يسير متسكعا في ذاك الزقاق الضيق ...يحمل صندوقه الزجاجي الصغير داخله فراشاته الملونة ...
المطر يقتحم ملابسه البالية بقوة فلا يكترث ... يتسلل المطر من ثقوب حذائه المهترئ يملأ الحذاء بالماء ....يحاول جاهدا المضي في طريقه يجد صعوبة في ذلك .... يقف يلتفت كثيرا ....يضع صندوقه الزجاجي جانبا ....يخلع نعليه ...يفرغ الماء منهما ....يعبر الزقاق بسرعة إلى الشارع الرئيسي ...تبهره الأنوار المنبعثة من واجهات المحلات التي تعلن عن بضاعتها بجرأة كبيرة ...
يتعثر ....يقترب من مطعم في أول الشارع يبتسم له صاحب المطعم ...
- خالد ماذا تريد ؟؟
أطرق مليا ثم كعادته قال بشجاعة : أعطيك فراشتي الزرقاء وأعطني طعاما فأنا جائع ....
يضحك صاحب المطعم يتناول منه الفراشة يتأملها ويعطيه طبقا من الطعام الساخن
تناول الطبق بسرعة ....تربع في زاوية منسية في ذاك المطعم ....بدأ الدفء يتسلل إلى عروقه ...تناول الطعام بشراهة ....أنهى وجبته الدسمة .....
خرج من المطعم مزهوا ....إنهم يحبون فراشاتي الملونة ....تابع سيره ...داعبت رائحة الحلويات أنفه بمهارة لم يستطع مقاومتها ....
تقدم نحو الفرن الذي تنبعث منه رائحة نفاذة ....تابع كيف يلقون الحلويات بمهارة في فتحة الفرن .....تنضج ....تخرج محمرة حلوة .... سال لعابه كثيرا ...ظل يراقبها ...نظر إلى صندوقه الزجاجي .....وضع يده على الفراشة الحمراء ....أخرجها من الصندوق ....تقدم تجاه صاحب الفرن ....ضحك كثيرا ...نظر إليه
- خالد ماذا تريد ؟؟؟
أشار بيده إلى الحلويات مد يده هنا فراشة حمراء خذها وأعطني قطعة حلوى ...
تناولها صاحب الفرن وأطلقها للريح ثم مد يده وناوله قطعة حلوى
خطفها منه التهمها ببطء مستمتعا بحلاوتها وسخونتها ....حاول الاحتفاظ بطعمها لدقائق أطول كان سعيدا ...
فجأة ...نظر إلى صندوقه الزجاجي لقد خسرت فراشتين ....حسنا غدا سأذهب للحقول البعيدة لأصطاد فراشات ملونة ......تسمر في مكانه ....تذكر الأولاد الذين يضايقونه باستمرار ....يركضون وراءه ....يصيحون ....خالد يامجنون
يتحلقون حوله يحاولون خطف الصندوق منه .....يحميه بكل قوته ويسبهم ........
يتخلص منهم حين يتعبون. .....ينزوي بعيدا .....يتأكد من سلامة صندوقه .....يبتسم لفراشاته يصرخ : يافراشاتي هم يتضايقون مني لأني أمهر منهم في صيدك .....يضحك .....يرفع عينيه للسماء .....المطر يخف تدريجيا ......استمر يعدو فوق برك الماء ....تعب .....خلع نعليه .......توسدهما .....أخفى صندوقه الزجاجي داخل ملابسه ......نام وهو يحلم بفراشاته الملونة .......بقلمي
السيدة غدير محمد وليد عبارة .....سورية /حمص
كتبت في مصر - المنيا ٣١ / ٧ / ٢٠١٧ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق