أهم المنشورات

الخميس، 16 يوليو 2015

وقفة أمام هضبة الذكرييات..بقلم / خالد أحباروش

وقفة أمام هضبة الذكريات للكاتب / طارق فوزي
يقول :
جلست على حافة هضبة الذكريات أتذكر ما فات من عمري الذي أنقضى فهربت مني بعض الذكريات وأمسكت بتلابيب البعض الآخر منها ، وقد أغمضت عيني عندما تذكرت أحداث آلمتني وقد دمعت عيناي عندما تذكرت أحداثاً أكثر ألماً بعضها وقد ابتسمت جبهتي حين تذكرت ما أسعدني وقد علت وجهي ضحكات عندما تذكرت مواقف أضحكتني ، فدقيقة تمر وأنا أبكي وأخرى تمر وأنا أبتسم وأخرى تمر وأنا أضحك ، ولكن ما أسعدني أني كنت وحيداً على حافة هضبة الذكريات ولم يراني أحد غير القمر الذي كان يرافقني في السماء وحبيبتي التي تسكن قلبي
******************
كم كنت رائعا استاذ طارق , لقد انثالت عليك الخواطر من مخزون ذكرياتك انـثيالاً , فقد أغمضت عينيك عندما تذكرت أحداثاً آلمتنك ... وقد دمعت عيناك عندما تذكرت أحداثاً أكثر ألماً ... وقد ابتسمت جبهتك حين تذكرت ما أسعدك ... وقد علت وجهك ضحكاتٌ عندما تذكرت مواقفَ أضحكتك .
تمر دقيقةٌ و أنت تبكي و تمر دقيقةٌ أخرى و أنت تبتسم , ثم تمر أخرى وأنت تضحك .
لكن ما أسعدك حقا , هو وجودك وحيداً على حافة هضبة الذكريات و لم يَـرَك أحدٌ غير القمر - الذي كان يرافقك في السماء - , وحبيبتك التي تسكن قلبك
----------
إن ومضة النص - كما رأيناه - كانت مقتضبة جدا لكنها - في العمق - كانت لماعة و مفعمة بالإبداع . 
لقد أتقـن صاحب الخاطرة فنون اللعب بتناقضات الصور على حافة هضبة الذكريات .
كأنه كـان يمشي وحيدا على حـافة هـضبة الحماقة لحظةَ توارد التذكر عليه بثقل كل تلك الخيالات المضطربة [ أقصد الحماقة التخيليـة الخلاقة و ليس شيئا آخر ] . 
إن من وجوه الخلق الفني العميق أن يكون المبدع متمكـنا من لملمة المتناقضات غير المألوفة و هذا ما كان صاحب الخاطرة موفقا فيه .
سـأورد عبارةً -- لـلفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو -- من كتابه القيم [ Histoire de la folie ] حيث تحدث عن لحظات الحماقة التي صنعت الكثير من العباقرة قائلا :
( La folie n'est qu'un degré parmi les degrés de la raison ) ... ترجمتها كما يلي :
( الحماقة ما هي إلا درجة من درجات العقل ) 
إن الحماقة حينما تكون مبدعة تصير عبقرية . و هذا ما لمسته إلى حد ما في طريقة انثيال الذكريات على الاستاذ طارق ,
بقلم خالد أحباروش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات