بَحْرٌ بما يكفي لِحُبٍّ وعاشِقة!
______________________
وهل أخْبَرَتْ عيني سِواكُمْ بِحالِهِ
وما كانَ قلبي يَشْتَهي بِنَوالهِ
فلوْ كانَ طَعْمُ الحبِّ يَخْلُدُ جئْتُهُ
كثيفًا كَروحي فَوْقَ رَمْشِ ظِلالِهِ
وأُقْسِمُ أنِّي ما بَكيتُ لِفُرقَةٍ
فدمعي عَصِيٌّ حَدَّ مُرِّ وِصالهِ
هُوَ البحرُ ما أنْكَرْتُ طيبَ وُرودهِ
وَرَوْضي أغنٌّ فاءَهُ بجبالهِ
أحِنُّ إليهِ مَنْ هواهُ مُكتَّمٌ
فَبَدْري مُشِعٌّ باكتِمالِ هِلالهِ
وحُفَّتْ شُجوني بالَّلواعِجِ سُجَّدًا
فَيَنْحَتُ في روحي بِتُرْبِ وِحالهِ
أَيا فاترَ الأجفانِ تَسْفَحُ عَبْرَتي
تُطَرِّزُ وَجْناتي بِقُبلةِ والِهِ
كَذوبٌ فما قبَّلتُهُ وأجاعَني
ولا اسْتَوْحَشتْ عيني بَريقَ جَمالِهِ
يَلوحُ ضِياءُ الفَجرِ فوقَ جَبينه
وفوقَ شِفاهي يَنْتَشي بِدَلالهِ
وكالعاشقِ الحرَّانِ يَمْسَحُ دَمْعتي
فَموْشِيَّةٌ قد كُحِّلَتْ بغِلالِهِ
يُقابِلُني كالأُمِنِيات بِخاطِري
ويُوْقِدُ أحلامي بِجَمرِ خيالهِ
هو الفارسُ المَرْوِيُّ بَحْرُ عُذوبةٍ
ويَنْسُجُ في سِحرِ البيانِ وآلِهِ
قصيدًا بِمَخْضوبِ البَنانِ يَتيمُهُ
كمَنْ قالَ فِيَّ الشِّعرَ بعدَ زَوالهِ
بِليلٍ كَسا العُشَّاقَ جُودَ رَواعِدٍ
كَطوفانِ نارٍ سُعِّرَتْ بِوِصالِهِ
فَكَيْفَ لِقَلْبي أن يَذوبَ صَبابَةً
وَجَفْنِيَ مَكْحولٌ بِحَدِّ نِصالهِ!!
بقلم/ الشاعرة/ ناهدة الحلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق