(مأساة بلا عيد)
قالوا بأن اليوم عيد
وطني يُطاردُ نبض أفئدة العذارى
والثّكالى ، والجواري ، والعبيد
ـــــــــــ ــــــــ ــــــــــ
وطني بطعم السّم في حلقي
ويغرزُ فى الحشى شوك الجريد
.
.
يُحاولُ كيف يُفني أحلام الفتى
لا يدري أنّ جراحه أضحت صديد
.
.
لن يلتئم جرحٌ بوطنٍ خــائـــنٍ
حتى وإن زوّدته عمراً مـد يــد
.
.
لا يدري أنّ العشق أصبح لعنةٌ
والفقرُ سَقَمٌ هادرٌ شيء يُبيد
.
.
قد كان ذاك الطفلُ يحتملُ الجوى
قد كان يرمُقُ من بــعــيـــــــــد
.
.
قد كان يرسمُ باليراع لِحلْمهِ مهداً
بل كان يخدمُ في تفانٍ كالوليد
.
.
أتُرى سيبلغُ طفلنا أتُرى يشيب
دوماً يُحاولُ أن يرى فجراً سعيد
.
.
هو في زوالٍ ، قلبه أَلِفَ النّحيب
وهو يُشاطِرُ فكرهُ أملٌ جديـــد
.
.
وطناً يُقام بقلب ذاك الطّفل
ويكون مأوىً للثكالى والشريد وللطريد
.
.
وطنٌ يُحاولُ بَتْر طاغوت العروبه
لنكون فيه بحُلّةٍ ، عيشٍ حميد
.
.
والطِّفل يُغشى ،حاله موت قريب
ويرى بشكل الدم مَحْياه يزيد
.
.
سيظلُ ينسجُ من خيالٍ ما يريد
وينام يحلمُ يبتغي وطنا رَغِيد
.
.
سيظل يحلُمُ ذلك الطفل العنيد
ويرى أصابعه مبعثرة كحبّات الحصيد
.
.
لا شيء يصلُح للطعامِ سوى القديد
فلأن في وطني مات المُهلهلُ ، والرشيد
.
.
لن يبقى في وطني رأيٌ سديد
لا لليس كذبا إنه شيء أكيد
.
.
فلترسم الأحلام يا طفلا يُراودني
فوق السّحاب وبين أبيات القصيد
ــ أحمد حسيني أحمد ــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق