الشاعر صفاء السعدي
قل للمعجل بالرحيل تمهل
حتى تودع جنة في الموصل
هي ماجفتك بسالف العهد الذي
قد كنت فيه منعما" إذ تختلي
بفتاة ود يستطاب ودادها
مابين أشجار وضفة جدول
الآن غال فتاتك الحسناء من
قد كان يرمقها بلحظ الأحول
بحراب غدر جئن من أرحامها
بأكف حقد أفرت الوجه الخلي
سمل العيون الفاتنات لغادة
أسرت بها حتى فؤاد الجندل
ومضى يمثل بالديار كأنه
الوحشي في كبد الشهيد الأول
حتى تضمخ بالدماء وشاحها
ورداؤها والعقد فوق الأتلل
حدباؤها ورياضها وقلوعها
وبروجها الشماء فوق الأجبل
نادتك ياجافي الوداد بحسرة
قدت جيوب الصبر ذات توسل
مابال هذا الركب شد رحاله
هلا ارعويت فلات حين ترحل
أنسيت روضي والربوع وجنتي
وحليلة وافتك حسن تبعل
ماهكذا الإنصاف ياابن حرائر
ولدت ذوي الأحساب في الوادي الجلي
في ساعة الإعسار تتركتي أنا
ولطالما في العسر جدت بموئل
أم مالهذا السرب سرب حمائم
هجر الديار الى منافي المجهل
في كل دو مقفر قد خيموا
والوجه منهم حر شمس يصطلي
الترب تسفي في الوجوه هباءها
والجوع يأكل في فؤاد مرحل
فرشوا التراب غطاؤهم شمس اللظى
صبحا" وفي الليلات لات تعلل
والطفل يبكي والشهيدة أمه
بالغيب تمسح رأس طفل أعزل
ياساسة الوطن السليب حملتم
وزر امتهان الشعب والوطن العلي
لن يصفح التأريخ عن قزم أتى
ليبيع ترب الرافدين ومنزل
هو ذا العراق حضارة سكبت على
وجه العروبة وضاءة لن تنجلي
هو للبلاد مليكها وعلى المدى
المجد بايعه ولاذ بمنهل
شط الفرات ودجلة ونخيلها
وحضارة الأمجاد نادت موصلي
صاحت بوجهك ياعميل عراقة
بلسان ثورة شعبنا المتبتل
لو ذدت عني مااستبيحت حرمتي
ولما اغتصبت من الدنيء الأسفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق