عصفورٌ يغني
عصفورٌ ينشدُ أشعاري *** وكـــأنَّ صفير المزمــارِ
يغدو فــي جــوٍ منطرباً *** وتجـــولُ بشدوه أفكاري
وأغـــني مثلـــــه أغــنيةً *** لتجوب الأرضَ كأحرارِ
لا أنشدو فيـــها ضائقةً *** وتكونُ كأحـــلى أشعاري
عصـــفورٌ ينشدُ أغـنيةً *** فـــــوق الأزهار وأشجارِ
يحكي عن شعبٍ في زمنٍ *** عاش الأمجـــــادَ بإصرارِ
قامت للناس عــدالتُهم *** والخـــيرُ يفيــــض كأنهارِ
والحبُّ لهم دارٌ أمـــنٌ *** والعـــيشُ بــــرقة أزهــارِ
منْ كاد لهم لو في قولٍ *** قامــــوا بالسيف البـــــتارِ
عصفورٌ ينشدُ من حَزَنٍ *** عن شــعبٍ مـــــزّق بالثارِ
وهو المنسوب إلى وطنٍ *** يُخشى أن يغرق في العارِ
فرقابٌ تضرب من حقدٍ *** والـــــدمُّ بـــهم نهرٌ جــــارِ
وعيونُ الناس ترى عجباً *** قتـــلاً رعباً حـــرقَ النارِ
حرقاً في الفـــكر وأبدانٍ *** ورموزُ الظـــــلم كجزارِ
ما كاد الناسُ يرَوا أمناً *** فالكلُّ لفـــــي عتمٍ ساري
الطيرُ يـــــردّدُ أشعاري *** وتـــــدقُّ لشدوه أوتـــاري
لا زال الطيرُ يـــرى أملاً *** إذ ظـــلَّ الليــــــلُ بأقمار
فالنصرُ ليأتي مـــن ظلمٍ *** ويعمُّ بخيـــره أقـــــطاري
فانشدْ يا طيري أشعاري *** فـــــغداً سأعودُ إلى داري
إبراهيم بركات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق