قصه قصيره بعنوان حكاية صوره
بقلم سيد عبد المعطي
..... جلس علي أريكتهُ يستمتع بألبوم الصور الفوتغرافيه التي تم التقاتُها في الماضي وإذ يجد نفسه يتوقف عند صورته واقفاً هو وصديقاه أمام الهرم الأكبر فينظر وقتاً طويلاً في هذه الصوره ويدخل عليه أولاده الثلاثه ولا يشعر بهم فيخطف أحد الأبناء هذه الصوره من يديه مداعباً أبيه فيشعر الأب بأبناءه فيضحك ضحكة عاليه فينظر الأبناء الي الصوره الفوتغرافيه فينبهروا بها ويقولون إنها حقاً صورة رائعه فيصيح أحد الأببناء مشيراً الي الصوره أوليس هذا وزير الصناعه والتجارة الخارجيه يا أبي فيقول الأب نعم يا بني فيقولوا الأبناء أهو صديقك يا أبي ؟ فيقول الأب نعم لقد جمعتنا الصداقه نحن الثلاثه منذُ زمن طويل من المرحلة الإبتدائيه وحتي تخرجنا من الجامعه والغريب إننا تخرجنا من نفس الجامعه نحن الثلاثه (كلية الهندسه قسم ميكانيا باور) فصاح أحد الأبناء ولكن يا أبي كيف أصبح هذا الرجل وزيراً؟
..... فقال الأب سوف أحكي لكم قصة هذه الصوره .
لقد جمعتنا الصداقه منذُ الطفوله وحتي تخرجنا والتحقنا نحن الثلاثه بنفس الشركه ولكن كان هذا الرجل مشيراً الي الوزير جعل عمله في المرتبة الأولي من حياته وأولاده جعلهم في المرتبة الثانيه ونفسه جعلها في المرتبة الثالثه والأخيره فقد كان يحب عمله جداً وكان يواصل الليل بالنهار حتي ينهض برفعة الشركه حتي يوم العطله كان يعمل فيه حتي إستطاع في خلال عشرة سنوات أن يكون مديراً للشركه ولم يكتفي بذلك فقد قام بتحضير رسالة الماجستير والدكتوراه في صناعة النسيج ولم يتوقف عند ذلك لقد قام بإنشاء مصنعاً صغيراً للغزل والنسيج والملابس الجاهزه وكبر المصنع حتي أصبح أكبر مصنع في الشرق الأوسط لتصدير الملابس الجاهزه ورشحته الدوله تقديراً له لكي يصبح وزير الصناعه والتجارة الخارجيه فقال الأبناء إنه حقاً رجل عظيم (الرجل المناسب في المكان المناسب ).
..... وأشار الي الرجل الثاني في الصوره متحدثاً عن نفسه قائلاً .
أما هذا الرجل لقد وضع أولاده في المرتبة الأولي وعملهُ في المرتبةُ الثانيه ونفسه في المرتبة الثالثه لقد كان يعمل بالشركه بجد وإجتهاد ولكن كان يهرب من ساعات العمل الإضافيه وكان يكتفي بساعات العمل الرسميه حتي يذهب مسرعاً الي أولاده وزوجته فقد كان يحبهم جداً وتعدد في المناصب حتي وصل الي آخر منصب له وهو مهندس بدرجة مدير عام .
..... أما صديقنا الثالث الذي بهذه الصوره قد جعل نفسه في المرتبة الأولي وأولاده في المرتبة الثانيه وعمله في المرتبة الثالثه فقد كان كثير لغياب في عمله وعندما كا ن يحصل علي مرتبَّه في آخر كل شهر أول شيء يفعله هو إنفاقه في شرب الخمر ولعب الميسر وكان رؤساءه في العمل يقومون بتوقيع الجذاءات عليه كل شهر ولم يكتفي بذلك من الأهمال فقد إختلس مبلغا كبيراً من الشركه فإنكشف أمره فتم فصله من الشركه وتقديمه للمحااكمه فحكمة عليه بالسجن وشطب إسمه من نقابة المهندسين ولأنه جعل نفسه في المرتبة الأولي وأولاده في الثانيه وعمله في المرتبه الأخيره خسر كل شيء خسر عمله وأولاده وزوجته ونفسه .
..... فيا أيها الأبناء أنتم الآن قد تخرجتم من الجامعه وأمامكم مستقبل باهر فأجعلوا هذه الصوره أمام أعينكم فمن أراد أن يصبح وزيراً فليجعل الوزير مثله الأعلي ويفعل كما فعل الوزير ومن أراد منكم أن يصبح مديراً فليفعل كما فعل أبيكم ومن أراد أن يصبح مستهتراً فليفعل مثل صديقنا الثالث فحددوا من الآن من مثلكم الأعلي في هذه الصوره
..... وشكراً مع تحياتي سيد عبد المعطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق