الشاعر حسن بوموس ...................... رَهينَةُ الْمَحْبِسَيْنِ

رَهينَةُ الْمَحْبِسَيْنِ

فإن لم أُبْديها لكِ

فهي حبيسة في طرف اللسان

رهينة في الحَلْقِ

بين اللسان والقلب

لا تكاد تخرج من الحياء المُفرط

والخجل

تتلجلج في صدري من الحرج

وتحك حكا في لُبِّ الجِنانِ

وهل على السّامري والنّصراني

والشاعر حرج

الثلاثي المجانين

فإن لم أبديها لكِ

وأبوح بها إليكِ

فاعلمي أنها رهينة المحبسين

وأسُرُّها سرا في نفسي

حتى ألج بها إلى القبر

فلا تَكِنِّي لي أيُّ عارٍ ولا عيب

ولا لوم ولا توبيخ ولا عتاب

فالتمسي لي سبعين عذر

ولا تسيئين بي الظن

فالدنيا غدرتني

والزمان خذلني

وأسْرَعَتْ بي السنين

ولا حتني ورمت بي

إلى أرذل العمر

وهذا يكفيني

فلا أريد أن أُلْدَغَ من الجُحْرِ مرتين

ولا أرجع إلى الدنيا كرتين

فلو عاد الشباب و يا ليتني

لحكيت له ما به أعاني

ولقصصت عليه ما أصابني

وهيهات هيهات 

ما للمسكين إلا التَّمَنِّي

ولكن البكاء من وراء الميت

لا ينفع ولا يُجْدي

وهكذا شاء القدر

لا ينفع معه الحِرْزُ ولا الحدر

فالذي يضع يده في الماء

ليس كالذي يضعها في النار

والمضروب بِالمِزْوَدِ هو الوحيد

الذي يعلم أَمَمْلوءٌ بِالعِهْنِ أم الحَجَر

وما الذي أَصْرَخَكَ يا حَلَزون

فالذي أصْرَخَني سَيُصْرِخُكَ بَعْدَ حين

ولَمَّا يَصِلُكَ حَرُّ وَصَهْدُ النار

و يا بائع القَوْسِ كم هو ثمن القوس

فمهلا عليك حتى تناله وتملكه بالمجان

فمن لم يخرج من الدنيا سالما

لم يخرج منها إلا بالعواقب والبأس

فإن لم أبديها وأظهرها وأبينها لك

فاعلمي أنها رهينة المحبسين