حسبتك وطني
يضمني
حين تدنو النوائب مني
حين الكمائن تحيط بي
من كل صوب وحدب
ولأنك أنت وطني
وأنك لي و مني
كَتَبَكِ ابْتِهَالاً فؤادي
وترنم بك شَدْوًا فمي
وامتدّت كل دروبي صوبك
و اعتقدتُ أنَّ كل أبوابك شُرِّعَتْ لي
ولم أكُ أعلم أنك وطن
أُسُّهُ ورق
إن هبت عليه نسمة
يحترق
وينثر آمَالَه في فجاج الغسق
ترقص على أجسادها السباع
ويلتهمها الأرق
وأن حبك بيت عنكبوت
واهية سريعة التمزق
وأنا أتشبث بجلبابك
أرسم عليه مركبا
علّه يُنْجِينا من الغرق
أرسم عليه شعاع دِفْءٍ
له برِيقٌ أَلق
وأنت ترسمين التلاشي
بلا خط أفق
وتعلنين الرحيل
نحو ليل بلا شفق
تركبين سفن الهجر
وكل الوعود تنزلق
نحو اللاشيءِ والعدم
نحو الضياع في الطرق
نحو التلاشي في أديم الحزن
و في غياهب الأفق
لماذا؟ لماذا يلفظُنا الوطن
و لماذا يبتلعنا البحر
ولماذا قلوبنا تتصحّر وتَحْتَرِق
ويسكنها اليأس والألم
وعلى أنينها يعْزِفُ ألحَانَه الأرق
-------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق