أهم المنشورات

الاثنين، 27 أبريل 2015

( حكــاية مــدينة ) ـ بقلم الشاعر / صلاح محسب

( حكــاية مــدينة )
مــرت بالــمدينة سنة بيضــــــاء
قالـــــوا عنــها أنهــــا جوفــــــاء
وأنــها قبيــحة وأنــها ســــوداء
أصبحت فيــها أرضــنا جدبـــاء
وأمسكت عنـــا زرعهــــا والمـــــاء
فاجتمع الناس من كافة الأرجاء
وخطب الشيــخ خطبةً عصمــاء
لعـــن فيهـا الســـنةَ الحمقـــــــاء
وصلى قبلها صــلاة الاستسقاء
فقامت الرياح من كافة الأجــواء
وجاءت السماء بسحابة سوداء
فَرِحنــا وقلنــا مليـــئةً بالـــــماء
وسَعِدنا جميعاً فى كافة الأنحاء
وســاد فيــانا الرقـــص والغنـــاء
سيسقي المـــطرُ الناس والبيـداء
وتصبح صحرائنا جميلة خضراء
وتزهو أرضــانا بالورد والفيحــاء
ويذهب عنـــا العـــناء والشقــــاء
ونعيش أيامنا في نعمةٍ ورخـــاء
فوقفت السحابة وسط الفــضـــاء
ونظرت إلينــا نظرات الكــبريـــاء
وقــالت أنــــا عنـــوان الشقـــــــاء
وظــهر عليـــها آثـــار الدمـــــــــاء
وأمسكــت عــنا غيـــثها والـمــــاء
وحجـبت عــنا أنـــوأر السمـــــــاء
وأنزلــت عليـنا ظلامها الدهمـــاء
وأمطـرت عليــنا انـــواع البـــــلاء
وأرسلت عواصف شديدة هوجاء
فرقــت شــمل كــــــل الفضـــــــلاء
وحرقــت كــــــل أمانــِي الفقـــــراء
تراهـــا مـــن حِقــــدها والغبـــــاء
كــأنها كتيبة مـن جيش ألأعـــداء
وعشنــٌا تحـتها أيامــــاً ســـوداء
أعـــادت إلينا ذكـــرى التعـســـاء
وظهــرت المــدينة كــأنها صـِحراء
لا تـــرى فيــــها زرع ولا مـــــــاء
وأصبحت كــأنها عجوزاً شمطاء
تراها وهى تمشي كأنها عرجاء
تتسول عيـــشها مــــن الأغنــياء
تناديها لا تسمع كــــأنها صـماء
ولا تبصر طريقها كــأنها عميــاء
وعرفنا جميعاً كـــم نحن جهــلاء
وكــم فينا بلهاء وكـــم منّا أغبيـاء
يا ليت ما سمعنا الخطبة العصماء
ولا صليـــنا صـــلاة الاستســــقاء
خطبة الشيطان وصلاة الأشقياء
وعُــدنا ننادي فـــي كــافة الأنحاء
هيــا نصلـــٌـي فـي كـــــل الفـــناء
نصلــــي جميعاً صــــلاة الأتقياء
وندعـــوا سوياً لخــــالق السـمـاء
عسى أن تزول السحابة السوداء
ولعلها تعـــود السنة البيضـــــاء
وتعــــود المـــدينة بأيدي الأوفــياء
( صلاح محسب 21/1/2015)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات