قصيدة ( تراتيل الغروب )
أيها الراهب قم ودّع النور واتلو
على الشمس تراتيل الغروب
واشدد رحالك فالطريق عسير
واعر الدرب مجهول الغيوب
يدمي خطاك ويطحن كالرحى
باقي لياليك ويهديك الشحوب
أيها الساري في وادي المِحَن
لا عودة منه ولا ترجو الهروب
_______________________________
هاتِ ألواح أسفارك وانفض
غبار الحلم عن سفر الأفول
واتلو على الشمس أغنية النوى
وموت الزهر في كل الفصول
في هيكل من سنين قد خوى
لا عابد فيه ولا يأتي رسول
ليت شعري أي أيام خلت
تركت لي بعدها شبح الملول
_______________________________
جُنّ ليلي وأنا في ثناياه أسري
بئس مسرى الخطى الشريده
في غيابات من حطام النفس
وحلم مضى عزّ أن أستعيده
قد أخطأ الغافين وهام بي
فأفقت على آمال وئيده
فما أدركت عمري الذي ولّى
وما نلتُ إلا سجونا وصيده
________________________________
آه يا سويعات السَحَر
هل تذكرين كؤوسي والأملْ
ونديم قاسمني حلو السهر
وعناقا من حنين وقُبَلْ
ونجوم في ثريات تجلّت
باركتنا وتوارت في خجلْ
ما تمنينا لليل أن يمضي
ولا للنوم أن يزور المُقَل
________________________________
هل رأيت هيامي وأنا
على صدرك أوسد رأسي
ورقيق من لحون ومنى
من نبضكِ تسعد نفسي
ورضاب من شفتيكِ دنا
رائع الشهد يملؤ كأسي
أسكرني من مُحيّاكِ سنا
فانثنى الليل يشدو بأُنسي
_________________________________
لعينيكِ أنشدت قصائد غَزَلي
أصفُ الشعر وأهتدي بسناها
إن جُنّ ليلي يستبيح الهوى
نبضي فيهتف منشدا لهواها
حتى اعترانا لافح من وهَج
الشمس أيقظنا منه لظاها
القى كؤوسي في الثرىونداء
الموت أضنى مهجتي وشجاها
_____________________________________
أختام يا قصة حبي حان
كيف يحلو لك في البدْ الختامْ
ما قضينا في الفرح ساعة
وقضينا العمر في وحشة وظلامْ
نستشف النور من زمن خلا
نحتسي ذكراه مرارة وسقامْ
ثم نمضي في دروب من أسى
تطحن القلب وجيعة وضرامْ
___________________________________
يا تراتيل الغروب إلى أين
مسراكِ وإلى من تَصِلٍين
غاب عن هيكلنا الندامى
لا طائفٌ فيه ولا مُصَلّين
يا صدى رد أغنياتي فلما
بدا رجْعُها أصلاني الأنين
لا حي يسمع الشكوى ولا
البالي يعي ما عليه تقرأين
بقلمي ( يحيى عبد الفتاح )

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق