عذراً لم أعد أقدر
عشقتُ الأرض والدارا *** وما خبأت أسرارا
وعشتُ الحب في وطنٍ *** كغيث سال أنهارا
فحبي في ربا وطني *** كنحل حبّ أزهارا
وأغنيتي بها أشدو *** لتبقى الدهر إشعارا
ففيها اللحنُ منسجمٌ *** يحاكي اللفظُ أوتارا
ويعزف من هوىً قلبي *** تخال النبضَ مزمارا
فأرضي من لها حبي *** وحبي آل أشعارا
فإنّ الشعر يسعفني *** كماء تطفئ النارا
وعذراً ما يؤرقني *** تصير الشمس أحجارا
وأسياف تظللني *** تخبئ تحتها العارا
فيا للبؤس في زمنٍ *** أحال الشهد أضرارا
فبعد الخير يا وطني *** قتلت اليوم أحرارا
وقامت فيك معركةٌ *** ترى في القتل إعصارا
فلا ينجو بها أحدٌ *** ولا ترتدّ إدبارا
وخلّي من يحاربني *** ويشعل في الإخا نارا
وإن أسلمت عن عذر *** فسوف يردّ أعذارا
كأنّ القتل غايته *** ليبقي المجد منهارا
فعذرا إن ترى جهلاً *** وجيلاً يطلب الثارا
فإنّ الحرب مشأمة *** وشرٌ تهدم الدارا
فكن للحرب معتزلاً *** لتبقى أنت مغوارا
إبراهيم بركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق