................صغيرتي..........................
كلّما هجم الليل على المدينة
وانتشر السواد المخيف بداخلي
أتفقدك صغيرتي...........
أشتم رائحة العطر الطفولي
بين فساتينك الصغيرة
أنت أنا ،وأنا انت
حتى وإن نمت أو ابتعدت
فالدم بطبعه يحن للدم الأصل
أحس بك ..........
بشقاوتك...........
بعذوبتك..........
أو لست إبنتني؟
وروحي الثانية التي تسكنني
مجرد التفكير في أنك بعيدة
هو قبري المحفور في كبدي
هبت رياح الغدر في فصل من فصول الرعب
تستيقظ غيلان الليل من أوردتي
تعصف لفحات الخراب والجنون قلعتي
جحافل الحروف والكلمات تجرني
تفرقت دهشتي ما بين حبر الكتابة
وبحر الكآبة يغرقني
مصلوبة هي روحي
معذبة ترفرف مع أهوال الشعر
وتحلق بأجنحة السراب
أرسم الخطى في متاهة بوتقة الأيام القاتمة اللون
أركب سفينة الماضي البعيد ومجرة الزمن الآتي
أعبر كل الجبال
وكل التلال
من أجل صغيرتي
وبالرغم من حزني
ومن سوادي...........
بالرغم من أغلالي
وتربص الأعداء
من أمامي ومن خلفي
سأمزق ثوب الطبيعة القاسي
وظلم الشتاء واغتيال أزهار الربيع
أمشي حافية القدمين
في تلك الغالبة المظلمة
فوق الزجاج المكسور
اجري حاملة معي زوبعة غضبي
وصهيل أمومتي
فحتى لو كنت داخل السحابة نفسها
سحبتك لترتمي إلى حضني
حتى لو كنت لقمة في فم السبع
استرجعتك لتسبحي ثانية في بحر دمي
وتخلدي للنوم في سرير رتبته لك داخل قلبي
لأنك صغيرتي .
بقلم.........................سعاد سحنون///الجزائر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق