نور هادى شاعر الفردوس يكتب :-
(لا تدعينى أرحل )
لا تدعينى أرحل قبل الهم
وقبل الغم وقبل اتهيار الجليد
بارض المشاتى وجزر الحديد
بعيدًا بعيدًا بأرض الصالحين الذاكرين
فى الصف بين قلوب العارفين
أم فى الفجر بين قلوب العاشقين ؟
ففوق الرءوس انهيار قريب
فى ساحات المستحيل
فليس كل ما عندى جديد
هل سيمحى الجنس العربى
من الخارطة بذاكرة الاسماك
وحيتان الدمار ؟
أم سينصب فوق رؤسنا الحميم ؟
فأنت الذى زرع القتابل
وشتلات الانفجار
وأنت الذى بنى ذلك الجدار
وأنت من أضرم النار فى جبهة المسار
وجبين السفين فى أيدى الأنبياء
والُّلجين والأنين وقلب العليل
وحرقة المنار
والأفلاك والمدار
وآهٍ من تلك الزمار
عربى بالزنار
وعربى بالقطار
وعربى بمارمار
يستهويه الضياع
بين آفات الكتب القديمة
المعتقة بالتراث وبين الدمار
كأشجارك الواقفات المثمرات
وهذى الحياة
النابتة فى قبلة الأمس
وحضن الأتقياء
وفجر الغد والضياع
وأنا جد ملتاع وسيفى صليل
سابعده عن أمنيات اللقاء
والسر السرمدى البهى
حين يبدأ القتال
فى خط النار
سأرحل والبرد ملء الأكف
والناى والمزمار
سأرحل قبل الشحوب الوشيك
لهذى العناقيد
فى جبينك الوضاء
ولمعة البريق
فى مقلتيك
تحبرك بفقاعات ذلك النهار
وحرق كل الثمار
فى موسم النماء
والخزى والخراب
وسويعات الانتشار
بضغطة على الأزرار
انها لحظة التكوين
وانى سأرحل فيك من جديد
لأبدأ عامًا جديدا كأغرب الرجال
عامًا قشيبًا ليس فيه أنصاف الرجال
فى لحظة التحرير من ربقة الحبال
وفى لحظة التكوين من عهد النضال
لا تدعينى أرحل فوق الجبال
لا تدعينى أرحل فوق التلال
كتبه شاعر الفردوس
نور هادى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق