أخت الرجال
كلمات الكاتبة الفلسطينية :رحاب فارس ابريك
امرأة أنا....
ولدت في حضن الجرمق
تنفست رائحة القندول والزعتر
لم أنحن يوما إلا لخالقي
ولم أركع إلا لألتقط حبات زيتون
تناثرت فوق ترابك يا حيدر
أصيلة أنا ....
كسنديانة الزابود
جذوري تشق الصخر
أفناني كأفنان زيتوننا المبارك
لا تحمل إلا طيب الثمر
أديبة أنا ....
حروفي من تبر
وسيفي قلم حبر
فرسالتي الأدبية
وطنا وهوية
حملت عاتقي، ألف قضية
قلمي علمي
يتغاضى عن القشور
يبحر في جوهر الحكمة والفكر
مخلصة أنا....
أترفع عمن يخونني
وأفدي من يصونني
ويلفني بعباءة النخوة والستر
فارفع الهامة حين تراني
وستراني، ككل نساء بلدي
عند الشدائد أصير كالرجال بل أكثر
أساعدك وستجدني عند المحن
كالسند الصامد، ينشد بي الظهر
أخت الرجال أنا .....
وما عابني لو قيل لي:
" أخت الرجال "
أفديهم بالروح لو احتاجوها
وأحفظ وجوههم وظهورهم
فلست ممن تطعن رجالها بالظهر
أحافظ على أرضي
وأحمي بدمي عرضي
ولو امتدت يد خبيثة
تبغي رشقي ولو بذرة غبار
سأحارب بكل قواي أو أنتحر
فما عاشت اليد التي تمتد لنسائنا
قبل أن تلوح في الهواء الذي تتنفسنه
لا بد لهذه اليد الطامعة أن تنكسر
عادلة أنا....
لا أقبل أن يقع الظلم على البشر
ولا أرضى بالذل لغيري
الحق شرعي
والعدل شراعي
فمصير الظالم انكسار
ورافع راية الحق منتصر
أنثى أنا.....
رقيقة، شفيقة، أقطر حنان
يحترق قلبي كل لحظة
على مآسي البشر
همومهم أحملها فوق كاهلي
كجلمود من الصخر
ولكن مهلا.....
لا تستغرب لو رأيتني
تحولت لفارسة، تحارب
لأجل مبادئها الإنسانيه
تحطم القيد لتحظى بالحرية
فارسة أنا ......
أمتطي صهوة الحق
في زمن ضاعت فيه
كل معاني الفروسية
صبارة أنا ....
أصبر على المحن
وإن جار علي القدر
أرتوي بكاسات الصبر
وتكفيني لقمة خبز
من قمح
زرعناه في تراب الجليل
مغمس بقطرة زيت
وحفنة زعتر
إنسانة أنا....
لست ملكة أو نبية
إياك أن تنحني لي
قف منتصب الكبرياء
لست كاملة، كغيري كلي أخطاء
لكني......
أمتلك قلبي المؤمن
القابع خلف قضبان الصدر
خافقي الذي
يرتجف بحضور دمعة طفل مظلوم
يتوجع لو رأى الحزن بعيون غيري
فأموت من القهر
وتمطر غيوم عيني عبرات
لو مر في ذاكرتي فقير
هدته سادية الفقر
كريمة أنا.....
لساني يصان
وضيفي لا يهان
إن استجار بي مستجيرا
وهبته عقر بيتي وافترشت عتبته
ملتحفة ستار السماء
مستدفئة بشعاع القمر
وحين يأتيني جائع في المساء
أهبه لقمتي مدعية الشبع
حتى لو أني منذ أيام ، لم أفطر
أصيلة أنا....
تضع رجالها فوق رأسها
كتاج عز
وتعتلي عرش حمايتهم
الذي لا يهتز
فارفع رأسك بحضرتي
إياك أن تنحني
وكن عالمي، كن حياتي
كن حاضري ماضي
تاريخي، كن وطني
وكن واثقا بأني سأجعلك
يوم الدين
تقف أمام باسط الأرض
ورافع السماء
بمواقفي الحرة تفتخر
فنم قرير العين أيها الغالي
لقد قلتها لك من قبل
أصيلة أنا والأصيلة ......
ليس من طبعها الغدر
فلسطين المحتلة -22-اغسطس-2015م

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق