ٍ
زوْرقٌ ينْسابُ على مهل
كلمات الكاتبة التونسية :عفيفة سعودى سميطى
... يُراقصُهُ موْجٌ ناعسٌ رخيٌّ...يتهافتٌ مدّا على رمْلٍ ضامئٍ ...ثمّ ... جزْرًا ... ينْحسرُ...غلالةً...يتماوَجُ فوق جسد البحْر... يفضح لجُّ القمر لثْمَه المُطَّرِدِ...تنبسط كلّما توغّل لثمًا ... و تنحسر كلّما شهق تراجعا... أَثَرَ كلّ تّوغّل...غابات النّخيل غير بعيدٍ... كمملكة غامضة...تتنفٌس ببطء... و يشهق جريدها في الفضاء العائم بالنور... كمروحات ضخمة...حَفيفُها ...في حضْرة السّحَرِ...يتواتر كأنفاس عاشق مضطرم...شُرْفتي ...عرشٌ معلّقٌ ما بين سماء و بحرٍ...و لا سلطان هذه الليلة ... إلّا لسطوة القمر...تحتدم الروح شوقا...و تطغى...و ترتفع أناملي نحو وجهه الفضّيّ بوجلٍ...ثمّ تشرع في رسم وجْهٍ... يحدثُ عندما تكتظّ روحي بحبّ بشرٍ... أنْ أُجرّبَ رسْمَهُ في دائرة القمر ...و تُهْت في أنهار الوجه حتى اكتمل الرّسم...ثمّ أنْزَلْتُ ذراعي...و نظرْتُ... و إذا بأُمّي تبتسم...قمرٌ يكتمل داخل قمر ....و ترقْرقت كلّ الأشياء حولي ... ...ماذا سأهديك يا عذبة الرّوح ... و أنتِ ما تركْت لموْطن الإهْداء وطْءً لقدم ...ما أنا في هذا الليل سوى وميض منارة مُتقطّع ... يومض واهنا تحت سمائك المكتظّة بالأنجم...أستجْدي القمر الباذخ.. علّه يرفع الصّولجان رفْقا بضعْفي ... و يأمر لي بوهْبٍ...و كما الخوارقُ تأْتي عند احْتدام الرّوح شوقا ...شعّ النّور حتى اهتاج البحر...و شهق حتّى انحسرت كلّ غلائله ...ثمّ قذف بكلّ الصَّدَفِ... آنذاك ... أنْزل القمر الصّولجان آمرا... كسلطان خارق ... موذِنا بفتح الصّدَفِ... و شرع النّخيل في النّشيد المترع برحيق الحبّ ...في حين انفتحت مروحاته موذنة بالرّقص... و لمعت اللّآلئ و الدّرر.. و تدافع الفيروز على الشاطئ...و نزل الياقوت و الزّمرّد من مركباته البيضاء الصّغيرة بخيلاء ... و سطع المكان ببريق من الضّوء...و من شرفتي كنْتُ أتابع معجزتي و أبتهل ... ثمّ أمسكتُ بخيوط الفجر ... و نزلتُ...و فيها... نظمتُ لأمّي ... أغلى البشر...عقدا بأغلى الدّرر...
في عيدك أمّي ... و في عيد كلّ أمّ .... أهديك عقودا من الحبّ...و ما اعترافي بالحبّ... إلّا عجزٌ أمام حبّك...
أُواسي نفسي...و أحذّرك من الغياب... و قد أغيب
قبلك...و كلا الغيابيْن موْتٌ...
تونس-31-مايو-2015م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق