ألا إنــمـا لـــي غــايـة لـــي مـــأرب ... ولــســت بــفــر أسـتـريـح وأطـــرب
ومــن لـم يـجب مـنا مـديحا هـجوته ... لـيـطعم صـنـف الـمُرِّ صـعبا ويـشرب
فـــرب لِــعَـي جــئـت أنــزل سـاحـه ... جـعـلـت لـــه فـيـنـا الـبـلـيغ أحـبـب
وقـــلــت مــقــالا لا يَــــرُدُّ لــصـوتـه ... مـن الـناس مـن كـان الـقدير ويكتب
فـمـالـي أخــبـئ لـلـهـجاء وعـنـدنـا ... مـفـاتـح مـــن شـعـر يُـبـكّي يُـعـذِّب
أســـوق بـــه فــحـلا لِـعِـنّـين فــاتـر ... ويـلـطـم حـيـنـا أو يـبـاكـي ويــنـدب
تـسـائـلـني غــيــداء يـــوم وقـيـعـة ... أتـهـجـو وأنـــت الـشـاعر الـمـتأدب؟
فـقـلت لـهـا خـلـي مـفـاتن حـكـمة ... وخــلّـي لـشـعـري مـــاردا يـتـقـبب
وخـلّـي لـشعري لا أبـا لـك يـمتطي ... حــزيــز مــكــان أو ضــروسـا يُــرتـب
وخـلّـي سـبـيلي لــو أردت سـلامـة ... فــإنـي إلـــى شـــرٍ أمــيـل وأقــرب
مـتى لازمـت سـمعي الذبابة صوتها ... طــنـيـن أبــــى إلا يـثـيـر ويـصـخـب
تقول وهل تهجو من الناس من وفى ... وأنــــت وفـــي بـالـسـماحة تــعـرب
وأنـــت لــمـن قـــوم كـــأن إبـاءهـم ... ثــبــات بــــه الــغـايـات لا تـتـذبـذب
تـرفّـعت عــن زلات مــن لـك عـاندوا ... وكــنــت جــديــرا لا تـــردّ وتـنـسـب
ولـكـنما فــي الـنـفس بـعـض مـرارة ... تــعــاود شــعــري تــــارة أو تـلـعـب
رمـيـنا بـمن لا تـستحي مـنه وجـنة ... ولا احــمـرّ خـــدّانٌ إذا كـنـت أعـتـب
ومــلّـكـت الــدنـيـا أنــامــل كــاعـب ... وفـي خـصرها دنيا من الحظ يكسب
يـقـولون قـلـب الـمـرء بـعض لـسانه ... ولـكـنني فــي ذاك لا شـك أشـجب
فـكم من جميل القول يخفي لضغنه ... وكـم مـن سليط اللفظ يصفو ويحدب
إذا مـــا الـمـنـايا نـاطـحـتك قـرونـهـا ... وجــدت الــذي يـحنو عـليك ويـجذب
وكــم شـامـت صـادفـت مــرَّ فـعـاله ... خـلـيط مــن الأجـنـاس عـينك تـرقب
وكــل امــرئ رهــن بـمـا كــان نـازلا ... ولابــــدَّ مـــن أثـــر يُـضـيـم ويـلـهـب
ولات خــــروج مــــن رزايـــا تـصـيـبنا ... وكـيف لـعمري مـن قـضائي أهرب
عـلى أن مـن تـقوى القلوب صلاحها ... إزاء خـــصـــوم قــــــدَّر الله تُــغــلـب
فـمن لـي بـمن يـعفو ويـصفو فـؤاده ... ويـصـفح عـني حـينما هـو يـغضب
لـكـم قـاومـت نـفسي مـقالة فـاجر ... وفــي كـل فـعل صـالح جـئت أرغـب
فـيـا رب سـامـح إنـمـا جـئت ضـارعا ... أنــــوء بــــأوزار لـجـسـمـي تـنـهـب
تــجـاوز إلــهـي عـــن قـبـيح ومـنـكر ... وعـن مـا مـضى أو مـا يـعود ويُـرهَب
وبـاعـد عــن الـنيران لا صـادفت لـها ... عــيــون حــبـيـب أو فـــؤاد مــهـذب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق